منتديات ليالي السودان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات ليالي السودان

المواضيع الأخيرة

» الماء ...والرمل
كيف ترقَّ القلوب I_icon_minitimeالأحد مايو 02, 2010 11:31 am من طرف hatemhossam

» رباعيات الشاعر المصرى – احمد الهمامى
كيف ترقَّ القلوب I_icon_minitimeالجمعة يناير 15, 2010 11:14 am من طرف Admin

» هل حب المراهقة جنسي؟
كيف ترقَّ القلوب I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 12, 2010 1:23 pm من طرف muhammadhelmy

» رباعيات
كيف ترقَّ القلوب I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 11:35 am من طرف hatemhossam

» من رباعيات الشاعر المصرى – احمد الهمامى
كيف ترقَّ القلوب I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 11:33 am من طرف hatemhossam

» مجلة الشباب الهادف
كيف ترقَّ القلوب I_icon_minitimeالأربعاء يناير 06, 2010 1:41 pm من طرف muhammadhelmy

» مدونة تناقش المشاكل العاطفية
كيف ترقَّ القلوب I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 10, 2009 1:26 pm من طرف muhammadhelmy

» دعاء مكتوب على حيطان الجنة
كيف ترقَّ القلوب I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 01, 2009 9:03 am من طرف nora

» تحجبي
كيف ترقَّ القلوب I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 01, 2009 8:59 am من طرف nora

التبادل الاعلاني

تصويت


    كيف ترقَّ القلوب

    عسوله
    عسوله
    عضو فعال


    عدد المساهمات : 64
    تاريخ التسجيل : 14/04/2009

    smile كيف ترقَّ القلوب

    مُساهمة من طرف عسوله الإثنين أبريل 27, 2009 4:18 pm

    كيف ترقَّ القلوب ؟

    إن رقة القلوب وخشوعها وانكسارها لخالقها وبارئها منحة من الرحمن وعطية من الديان تستوجب العفو والغفران ، وتكون حرزا مكينا وحصنا حصيناً مكيناً من الغي والعصيان .


    ما رقَّ قلبٌ لله عز وجل إلا كان صاحبه سابقا إلى الخيرات مشمرا في الطاعات والمرضاة .
    ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبة الله، فما ذُكّر إلا تذكر، ولا بُصّر إلا تبصر .

    ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى .

    وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون عن معاصي الله عز وجل .
    فالقلب الرقيق قلبٌ ذليل أمام عظمة الله وبطش الله تبارك وتعالى .
    ما انتزعه داعي الشيطان إلا وأنكسر خوفا وخشية للرحمن سبحانه وتعالى .
    ولا جاءه داعي الغي والهوى إلا رعدت فرائص ذلك القلب من خشية المليك سبحانه وتعالى .
    القلب الرقيق صاحبه صدّيق وأي صدّيق .
    القلب الرقيق رفيق ونعم الرفيق .
    ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها ؟ ومن الذي يتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها ؟ من الذي إذا شاء قلَبَ هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله عز وجل، وأخشع ما يكون لآياته وعظاته ؟
    من هو ؟ سبحانه لا إله إلا هو ، فتجد العبد أقسى ما يكون قلب ، ولكن يأبى الله إلا رحمته ، ويأبى الله إلا حلمه وجوده وكرمه .
    حتى تأتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الإيمان إلى سويداء ذلك القلب بعد أن أذن الله تعالى أن يصطفى ويجتبى صاحب ذلك القلب .

    فلا إله إلا الله ، من ديوان الشقاء إلى ديوان السعادة ، ومن أهل القسوة إلى أهل الرقة بعد أن كان فظا جافيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ، إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه .
    إذا بذلك القلب الذي كان جريئا على حدود الله عز وجل وكانت جوارحه تتبعه في تلك الجرأة إذا به في لحظة واحدة يتغير حاله ، وتحسن عاقبته ومآله ، يتغير لكي يصبح متبصرا يعرف أين يضع الخطوة في مسيره .
    أحبتي في الله : إنها النعمة التي ما وجدت على وجه الأرض نعمة أجل ولا أعظم منها ، نعمة رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى . وقد أخبر الله عز وجل أنه ما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعودا بعذاب الله ..
    قال سبحانه : ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) . ويل ، عذاب ونكال لقلوب قست عن ذكر الله ، ونعيم ورحمة وسعادة وفوز لقلوب انكسرت وخشعت لله تبارك وتعالى .
    لذلك – إخواني في الله – ما من مؤمن صادق في إيمانه إلا وهو يتفكر كيف السبيل لكي يكون قلبي رقيقا ؟ كيف السبيل لكي أنال هذه النعمة ؟
    فأكون حبيبا لله عز وجل ، ولياً من أوليائه ، لا يعرف الراحة والدعة والسرور إلا في محبته وطاعته سبحانه وتعالى ، لأنه يعلم أنه لن يُحرم هذه النعمة إلا حُرم من الخير شيئا كثيرا .
    ولذلك كم من أخيار تنتابهم بعض المواقف واللحظات يحتاجون فيها إلى من يرقق قلوبهم فالقلوب شأنها عجيب وحاله غريب .. تارة تقبل على الخير ، وإذا بها أرق ما تكون لله عز وجل وداعي الله .
    لو سُألت أن تنفق أموالها جميعا لمحبة الله لبذلت ، ولو سألت أن تبذل النفس في سبيل الله لضّحت .. إنها لحظات ينفح فيها الله عز وجل تلك القلوب برحمته .

    وهناك لحظات يتمعر فيها المؤمن لله تبارك وتعالى ، لحظات القسوة ، وما من إنسان إلا تمر عليه فترة يقسو فيها قلبه ويتألم فيها فؤاده حتى يكون أقسى من الحجر والعياذ بالله .


    فأعظم سبب تلين به القلوب لله عز وجل وتنكسر من هيبته المعرفة بالله تبارك وتعالى ، أن يعرف العبد ربه .. أن يعرفه ، وما من شيء في هذا الكون إلا ويذكره بذلك الرب .

    فمن عرف الله رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى .. والعكس بالعكس فما وجدت قلباً قاسيا إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله عز وجل ، وأبعدهم عن المعرفة ببطش الله، وعذاب الله وأجهلهم بنعيم الله عز وجل ورحمة الله .

    لذلك – أحبتي في الله – المعرفة بالله عز وجل طريق لرقة القلوب ، ولذلك كل ما وجدت الإنسان يديم العبرة ، يديم التفكر في ملكوت الله ، كلما وجدت قلبه فيه رقة ، وكلما وجدت قلبه في خشوع وانكسار إلى الله تبارك وتعالى .


    فضيلة الشيخ / محمد المختار الشنقيطي .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 12:08 am